لخير من مجلسه : الحلال والحرام وتفسير القرآن والعربية والشعر والطعام » (١).
ولمّا كان ابن عباس يعيش الغيرية بكلّ معانيها الإسلامية السامية ، فقد كان يحبّ لغيره من عامّة المسلمين ما يحبّه لنفسه ، وهو القائل لمن شتمه : « أتشتمني وفيَّ ثلاث خصال ، إنّي لأسمع بالحاكم من حكّام المسلمين يعدل في حكمه فأحبّه ، ولعلّي لا أقاضي إليه أبداً ، وإنّي لأسمع بالغيث يصيب البلاد من بلدان المسلمين فأفرح به ، ومالي بها سائمة ولا راغية ، وإنّي لآتي على آية من كتاب الله تعالى ، فوددت أنّ المسلمين كلّهم يعلمون منها مثل ما أعلم » (٢).
وقد تعلّم هذا الخلق السامي الرفيع من ابن عمه الهادي الشفيع النبيّ الكريم صلى الله عليه واله وسلم الداعي إلى مكارم الأخلاق ، وستأتي بعض شواهده.
ومن هذا المنطلق كانت مناهجه التي نهجها لتلامذته ، وحبّذا لو تمثلناها سيرة ومثلاً ، بعد أن قرأناها عنه علماً ولم نتقنها عملاً ، فلننظر ما هي مناهجه.
____________
(١) الإصابة في ترجمته ، حلية الأولياء ١ / ٣٢٢.
(٢) نفس المصدر.