فوقهم ، ولم يقل : من تحت أرجلهم ، لأنّ الإتيان منه يوحش » (١).
١٣ ـ أخرج أحمد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، والحاكم ، وصححه البيهقي في « الدلائل » عن ابن عباس رضي الله عنه أنّه قال : « ما نصر الله تعالى نبيّه في موطن كما نصره يوم أحد ، فأنكروا ذلك.
فقال ابن عباس : بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله تعالى ، أنّ الله تعالى يقول يوم أحد : (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم ـ أي تقتلونهم ـ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) (٢) ... » وساق بقية الحديث (٣).
١٤ ـ وأخيراً ما أخرجه السيوطي في « الدر المنثور » ، قال :
« وأخرج الطبراني ، والحاكم ، وأبو نعيم في الحلية ، والبيهقي في سننه ، عن عبد الله بن عباس ، قال : لمّا اعتزلت الحرورية فكانوا في واد على حدتهم ، قلت لعليّ : يا أمير المؤمنين أبرد عن الصلاة لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلمهم ، فأتيتهم ولبست أحسن ما يكون الحلل ، فقالوا : مرحباً بك يا ابن عباس ، فما هذه الحلة؟
قال : ما تعيبون عليّ؟ لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحسن الحلل ، ونزل : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) (٤).
____________
(١) متشابهات القرآن ومختلفه ١ / ١٩.
(٢) آل عمران / ١٥٢.
(٣) ذكره السيوطي في الدر المنثور٢ / ٨٤. وسيأتي في تفسيره في الحلقة الثالثة.
(٤) الأعراف / ٣٢.