قالوا : فما جاء بك؟
قلت : أخبروني ما تنقمون على ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وختنه ، وأوّل من آمن به ، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معه؟
قالوا : ننقم عليه ثلاثاً.
قلت : ما هنّ؟
قالوا : أولهنّ أنّه حكّم الرجال في دين الله ، وقد قال الله تعالى : (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ) (١).
قلت : وماذا؟
قالوا : وقاتل ولم يسب ، ولم يغنم ، لئن كانوا كفاراً لقد حلّت له أموالهم ، ولئن كانوا مؤمنين لقد حرمت عليه دماؤهم.
قلت : وماذا؟
قالوا : ومحا اسمه من أمير المؤمنين ، فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين.
قلت : أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله المحكم ، وحدّثتكم من سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ما لا تشكّون ، أترجعون؟
قالوا : نعم.
قلت : أمّا قولكم أنّه حكّم الرجال في دين الله ، فإنّ الله تعالى يقول : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً
____________
(١) الأنعام / ٥٧.