وقد روى الخطيب في كتاب « الرحلة في طلب الحديث » (١) خبراً آخر عن عنترة هذا عن ابن عباس هو خبر موسى والخضر بصورة طويلة من شاء أن يقرأها فليرجع إلى المصدر.
وقد مرّت بنا ترجمة سعيد بن جبير وفيها مادلّ على مبلغ اعتناء ابن عباس به وقوله « حدّث » ، ومع ذلك فقد نصحه محذّراً له من إقتحام غمرة الفتاوى بغير علم ، قائلاً له : « من أفتى بفتيا يعمى عنها فإنّما اثمها عليه » (٢) ، فنفعت هذه النصيحة سعيداً ، فصار يحتاط من الإدلاء برأيه فيما فيه خلاف ، حتى أنّ الخطيب روى عنه في كتابه الآنف الذكر ، قال : « اختلف أهل الكوفة في هذه الآية : (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً) (٣) ، فرحلت إلى ابن عباس فسألته عنها؟ فقال : لقد أنزلت آخر ما نزل ثمّ ما نسخها شيء » (٤).
وروى الخطيب أيضاً في كتابه « الرحلة في طلب الحديث » بسنده : « عن سعيد بن جبير ، قال : قلت لابن عباس : انّ نوفاً البكالي يزعم أنّ موسى ليس بصاحب الخضر ، إنّما هو موسى آخر؟ فقال ابن عباس : كذب عدو الله ، قال ابن عباس : حدثنا أبيّ بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « انّ موسى عليه السلام قام في بني اسرائيل خطيباً ، فسُئل أيّ الناس أعلم؟ فقال : « أنا »
____________
(١) الرحلة في طلب الحديث / ١٠٣.
(٢) الفقيه والمتفقه ٢ / ١٥٥.
(٣) النساء / ٩٣.
(٤) الفقيه والمتفقه ٢ / ١٧٧.