فعتب الله عليه حيث لم يردّ العلم إليه ، فقال : عبدٌ لي عند مجمع البحرين هو أعلم منك ، قال : أي رب فكيف به؟ قال : تأخذ حوتاً فاجعله في مكتل ـ زنبيل ـ فحيث ما فقدت الحوت فهو ثَمّ ».
ثم إنّ ابن عباس ساق الحديث بطوله ، وفي آخره : « قال ـ سعيد ـ : وكان ابن عباس يقرأ « وأمّا الغلام فكان كافراً » ، قال ابن عباس : « وكان أمامهم مَلِك يأخذ كلّ سفينة ـ صالحة ـ غصباً “ (١).
والحديث قال عنه محقق الكتاب في الهامش : متفق عليه ، أخرجه البخاري في العلم في عدّة أبواب ، وفي الإجارة ، وفي الشروط وبدء الخلق والأنبياء والتفسير والأيمان والنذور ، وفي التوحيد ، وأخرجه مسلم في الفضائل ، والترمذي في سورة الكهف.
أقول : ومن سبر المواضع المذكورة في صحيح البخاري لا يجدها متفقة لفظاً مع ورودها متحدة سنداً ، فظن خيراً بضبط البخاري ولا تسأل عن الخبر!
ثم إنّ قراءة ابن عباس كانت تأويلية موضحة للتنزيل ، فلا يظنّ ظان أنّه كانت له قراءة تنزيلية على خلاف ما هو الموجود في المصاحف المنتشرة كما سيأتي مزيد بيان حول هذا الموضوع ، وحسبنا الآن بهذا عرضاً عن الإلقاء والتلقي سماعاً وكتابة.
____________
(١) الرحلة في طلب الحديث / ٩٧.