شئت » ، فأعطاه جزة من صوف وثلاث أصوع من شعير ».
قال الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : وساق الحديث بطوله مع الأشعار إلى قوله :
« إذ هبط جبرئيل فقال : يا محمد يهنيك ما أنزل فيك وفي أهل بيتك : (إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً) (١) ، فدعا النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عليّاً وجعل يتلوها عليه ، وعليّ يبكي ويقول : « الحمد الله الذي خصنا بذلك » (٢).
٢ ـ عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً) (٣) ، وقال ـ ابن عباس ـ : « نزلت في عليّ بن أبي طالب ، أطعم عشاءه وأفطر على القراح » (٤).
أقول : وفي المقام كلام للحاكم الحسكاني فيه إحقاق حق وقول صدق ، أذكره بلفظه تذكرة للمستبصرين :
قال الحاكم الحسكاني : « قلت : اعترض بعض النواصب على هذه القصة بأن قال : اتفق أهل التفسير على أنّ هذه السورة مكية ، وهذه القصة كانت بالمدينة ـ إن كانت ـ فكيف كانت سبب نزول السورة ، وبان بهذا أنّها مخترعة!!!
____________
(١) الإنسان / (٧) ـ ٨.
(٢) شواهد التنزيل ٢ / (٣٠٥) ـ ٣٠٦.
(٣) الإنسان / (٨) ـ ١٠.
(٤) شواهد التنزيل ٢ / ٣٨٠.