٢٣ ـ في تفسير قوله تعالى : (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ * قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) (١).
قال ابن عباس : « كان فرعون يقتل أبناء بني إسرائيل ، فلمّا كان من أمر موسى ما كان ، أمر بإعادة القتل عليهم ، فشكا ذلك بنو إسرائيل إلى موسى ، فعند ذلك ، (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ) ، في رفع بلاء فرعون عنكم (وَاصْبِرُوا) على دينكم ، وعلى أذى فرعون : (إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ). أي ينقلها إلى من يشاء نقل المواريث فيورثكم بعد إهلاك فرعون ، كما أورثها فرعون ، وهذا وعد لهم بحسن العاقبة ، ليكون داعياً لهم إلى الصبر (وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (٢) ، معناه : تمسكوا بالتقوى في الدنيا ، فإن حسن العاقبة في الدارين للمتقين » (٣).
٢٤ ـ في تفسير قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً) (٤).
____________
(١) الأعراف / (١٢٨) ـ ١٢٩.
(٢) الأعراف / ١٢٨.
(٣) مجمع البيان ٤ / ٣٣٥.
(٤) النساء / ١٣٦.