وقد سأل الفضيل بن يسار أبا عبد الله عليه السلام ، فقال : إنّ الناس يقولون : إنّ القرآن نزل على سبعة أحرف؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام : « كذبوا أعداء الله ، ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد » (١) ».
ثم بيّن قدس سره بطلان تلك الروايات ، فقال : « ولقد تقدم إجمالاً أنّ المرجع بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في أمور الدين إنّما هو كتاب الله وأهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، وسيأتي توضيحه مفصلاً بعد ذلك إن شاء الله تعالى ، ولا قيمة للروايات إذا كانت مخالفة لما يصح عنهم ، ولذلك لا يهمنا أن نتكلم عن أسانيد هذه الروايات ، وهذا أوّل شيء تسقط به الرواية عن الإعتبار والحجية ، ويضاف إلى ذلك ما بين هذه الروايات من التخالف والتناقض ، وما في بعضها من عدم التناسب بين السؤال والجواب ».
ثم ذكر قدس سره تهافت الروايات ، ثم تعرض لمناقشتها وبيان فسادها بما لا مزيد عليه (٢).
ونحن نتعرض لسند رواية البخاري ومسلم والطبري عن ابن عباس ، فنقول :
لقد رواه البخاري : عن سعيد بن عفير ، عن الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس (٣).
____________
(١) نفس المصدر / الرواية١٣.
(٢) البيان في تفسير القرآن / (١٧٧) ـ ٢٠٠.
(٣) صحيح البخاري ٦ / ١٠٠.