والآن إلى إلمامة عابرة بحال ابن أبي داود مؤلف الكتاب :
فقد كان ناصبياً وقحاً معلناً بنصبه ، فكان من شدّة نصبه يروي الحديث الكاذب ليتناول به الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
فاقرأ ما ذكره الذهبي وابن عدي وابن عساكر وابن حجر في ترجمته من أعاجيب الأكاذيب!
وهذا من بعضها : « عن محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم النبيل ، يقول : أشهد على محمد بن يحيى بن مندة بين يدي الله أنّه قال لي : أشهد على أبي بكر بن أبي داوود أنّه قال لي : روى الزهري عن عروة ، قال : كانت قد حُفيت أظافير عليّ من كثرة ما كان يتسلَّق على أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم » (١).
أتريد وقاحة وصَلَفاً أكثر من هذا!! فهو إذ يغار على أنس أن تنسب إليه خيانة ، فينفي حديثاً صحيحاً في سبيله ـ وذلك هو حديث الطير ـ ثم ينسب ما هو أشنع وأفضع كذباً وزوراً إلى أمير المؤمنين عليه السلام ابن عم الرسول وزوج البتول وأبي السبطين ، ولا يخشى لومة لائم.
وكان أصلف منه وأوقح الذهبي الذي انبرى له ـ كما مرَّ ـ معقِّباً على مقالته السيئة في حق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم ينبس في المقام ببنت شفة ، وكذلك الذين ذكروا عنه هذه الطامَّة (٢) (فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ
____________
(١) أنظر تاريخ الاسلام للذهبي ٢٣ / ٥١٨ ، الكامل لابن عدي ٤ / ٢٦٧.
(٢) راجع ميزان الاعتدال ٢ / (٤٣٣) ـ ٤٣٦. سير أعلام النبلاء ١٠ / ٥٨٢ فما بعدها ، تذكرة الحفاظ للذهبي / ٧٧١ فما بعدها. الكامل لابن عدي ٤ / ٢٢٦ وما بعدها ، لسان الميزان لابن حجر ٣ / ٢٩٣. تاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمته ، ففي هذه المصادر تجد المضحك المبكي من التناقض في أوصاف الرجل ، ذكرنا بعضه في المتن.