المنسوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما يكفل زعزعة الكثيرين من الناس ، راحوا يروّجون له ، ويدعون إليه.
وكان من جملة من كتب عنه مادحاً ومعظماً الدكتور لويس عوض « وما أدراك من هو لويس عوض؟ » ، مع أنّهم يعلمون قبل سائر الناس أنّه كتاب مكذوب على ابن عباس ، وأنّ أحاديثه كلّها باطلة ، ولكن الكذب سرعان ما ينقلب عندهم صحيحاً إذا كان فيه ما يشوّش أفكار المسلمين ويلبس عليهم دينهم » (١).
أقول : ونحن معه في نفي صحة النسبة ، لكنّا لا نصادقه على زعمه في ظهور حركة التأليف في أواخر العهد الأموي. ولو رجع إلى المصادر المعنيّة بذلك لوجد إختلافاً كبيراً معه ، وقد مرّت بنا رواية كتب ابن عباس التي حملها كريب مولاه فأودعها عند موسى بن عقبة ، ومعلوم أنّ ابن عباس توفي سنة ٦٨ هـ في أيام عبد الملك بن مروان وهذا ليس من أواخر العهد الأموي! ثم ما رأيه في الصحيفة الصادقة كما يسمونها ـ هو وأصحابه ـ التي كتبها عبد الله بن عمرو بن العاص في عهد الرسالة؟ وخلّ عنك ما صح من كتب أهل البيت عليهم السلام ولا تزال الصحيفة السجادية في متناول الأيدي.
٣ ـ اللغات في القرآن ، حققه وطبعه الدكتور صلاح الدين المنجد بالقاهرة سنة ١٩٤٦ م. وسيأتي الكتاب بنصه في الحلقة الثالثة.
٤ ـ دعاء سرياني ، طبع في ميسور ١٨٧٠ م ؛ ١٨٩٧ م مع ترجمة فارسية
____________
(١) فقه السيرة / ١٥٥ ط دار الفكر.