الكافة في القرآن من الشرائع وجملة دلائل التوحيد ، وأمّا الذي لا يعلمه إلاّ الله عزوجل فهو ما يجري مجرى الغيوب وقيام الساعة ، وهذا التقسيم الذي ذكره ابن عباس صحيح » (١). ثم ناقش في تداخل القسم الثاني في الثالث.
وقد روى عنه أيضاً ما مرّت بنا مقولته المشهورة في وجوه التفسير المروية عنه مرفوعة وموقوفة : « أنزل القرآن على أربعة أحرف : حلال وحرام لا يعذر أحد بجهالته ، وتفسير تفسّره العرب ، وتفسير تفسّره العلماء ، ومتشابه لا يعلمه إلاّ الله ، ومن أدعى علمه سوى الله فهو كاذب » (٢) ، وهذا ما رواه مرفوعاً وروي عنه أيضاً موقوفاً. ثم قال : « نؤمن بالمحكم وندين به ، ونؤمن بالمتشابه ولا ندين به ، وهو من عند الله كلّه » (٣).
وهذا هو نحو المروي عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ، ففي « تفسير العياشي » عن أبي عبد الله عليه السلام : « إنّ القرآن محكم ومتشابه ، فأمّا المحكم فنؤمن به ونعمل به وندين به ، وأمّا المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به ، وهو قول الله عزوجل : (فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ) (٤) ، والراسخون في العلم هم آل محمد » (٥).
____________
(١) تفسير الماوردي ١ / ٣٦.
(٢) التبيان ١ / ٧ ، الدر المنثور ٢ / ٧ ، الإتقان ٢ / ٤.
(٣) الدر المنثور ٢ / ٧ ، الإتقان ٢ / ٤.
(٤) آل عمران / ٧.
(٥) تفسير العياشي ١ / ١٦٢.