روي الحاكم في « المستدرك » عن محمد بن المنكدر ، قال : « إلتقى ابن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص ، فقال ابن عباس : أيّ آية في كتاب الله أرجى عندك؟ فقال عبد الله عمرو : (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ) (١) ، قال : لكن قول إبراهيم : (قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) (٢) هذا لما في الصدور من وسوسة الشيطان ، فرضي الله تعالى من إبراهيم بقوله : (قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى) (٣).
وروي النحاس عن ابن عباس ، قال : « أرجى آية في القرآن : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ) (٤) » (٥).
ومن الشواهد على ضرب الأمثال بآيات الذكر الحكيم ما أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب التفسير سورة البقرة في قوله تعالى : (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (٦). روى البخاري بسنده عن ابن جريج : « سمعت عبد الله بن
____________
(١) الزمر / ٥٣.
(٢) البقرة / ٢٦٠.
(٣) مستدرك الحاكم١ / ٦٠
(٤) الرعد / ٦.
(٥) البرهان للزركشي ١ / (٤٤٧) ـ ٤٤٨.
(٦) البقرة / ٢٦٦.