معنى ليس بإسم ولا فعل » ، ثم قال : « تتّبعه وزد فيه ما وقع لك ، واعلم أنّ الأشياء : ظاهر ، ومضمر ، وشيء ليس بظاهر ولا مضمر ، وإنّما يتفاضل العلماء في معرفة ما ليس بمضمر ولا ظاهر ».
فجمعت أشياء وعرضتها عليه ، فكان من ذلك حروف النصب ، فذكرت منها : إنّ ، وأنّ ، وليت ، ولعلّ ، وكأنّ ، ولم أذكر « لكنّ » ، فقال : « لم تركتها؟ » فقلت : لم أحسبها منها ، فقال : « بلى هي منها فزدها فيها » (١).
ثم قال القفطي : « هذا هو الأشهر من أمر أبتداء النحو ، وقد تعرّض الزجاجي أبو القاسم إلى شرح هذا الفصل من كلام عليّ ـ كرّم الله وجهه ـ.
ورأيت بمصر في زمن الطلب بأيدي الوراقين جزءاً فيه من أبواب من النحو ، يُجمعون على أنّها مقدمة عليّ بن أبي طالب التي أخذها عنه أبو الأسود الدؤلي.
وروي أيضاً عن أبي الأسود قال : دخلت على أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب « عليه السلام » فأخرج لي رقعة فيها :
الكلام كلّه اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ، قال : فقلت : ما دعاك إلى هذا؟ قال رأيت فساداً في كلام بعض أهلي ، فأحببت أن أرسم رسماً يُعرف به الصواب من الخطأ. فأخذ أبو الأسود النحو عن عليّ عليه السلام ولم يظهره لأحد » (٢).
وقال القفطي : قيل : « وأتى أبو الأسود عبد الله بن عباس فقال : إنّي أرى ألسنة العرب قد فسدت ، فأردت أن أضع شيئاً لهم يقوّمون به
____________
(١) أنباه الرواة بأخبار النحاة ١ / (٤) ـ ٥ تح محمد أبو الفضل إبراهيم ط دار الكتب المصرية.
(٢) نفس المصدر ١ / ٥.