ابن عباس وأخذ بقوله ، نذكر بعض الشواهد ، كلّ شاهد من كتاب يعدّ الأوّل في بابه عند أصحابه.
١ ـ أخرج ابن جرير في تفسيره : « أنّ عمر سأل الناس عن هذه الآية : (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ) (١) ، فما وجد أحداً يشفيه حتى قال ابن عباس وهو خلفه : يا أمير المؤمنين إنّي أجد في نفسي منها شيئاً ، فتلفت إليه فقال : تحوّل ههنا ، لم تحقّر نفسك؟ قال : هذا مَثَلٌ ضربه الله عزوجل ، فقال : أيود أحدكم أن يعمل عمره بعمل أهل الخير وأهل السعادة حتى إذا كان أحوج ما يكون إلى أن يختمه بخير حين فني عمره وأقترب أجله ختم ذلك بعمل من عمل أهل الشقاء فأفسده كلّه ، فحرقه أحوج ما كان إليه » (٢).
ولهذا الخبر صورة أوسع ممّا ذكرها ابن جرير (٣).
٢ ـ أخرج الطبري في تفسيره بسنده عن ابن عباس : « أنّ عمر بن الخطاب قال له : أرأيت قول الله لأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) (٤) ، هل كانت إلاّ واحدة؟ فقال ابن عباس : وهل كانت من أولى إلاّ ولها آخرة ، فقال عمر : لله درّك يابن عباس كيف قلت؟ فقال : يا أمير المؤمنين : وهل كانت
____________
(١) البقرة / ٢٦٦.
(٢) تفسير ابن جرير ٣ / ٤٧.
(٣) أنظر الإتقان ٢ / ١٨٨.
(٤) الأحزاب / ٣٣.