من أولى إلاّ ولها آخرة؟ قال : فأتِ بتصديق ما تقول من كتاب الله. قال : نعم (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ) (١). كما جاهدهم أوّل مرّة ، قال عمر : فمن أمر بالجهاد؟ قال : قبيلتان من قريش مخزوم وبنو عبد شمس ، فقال عمر : صدقت » (٢).
٣ ـ أخرج البخاري في صحيحه : « بسنده عن ابن عباس ، قال : كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر ، فكأنّ بعضهم وجد في نفسه ، فقال : لِم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر : إنّه من حيث علمتم ، فدعاه ذات يوم فأدخله معهم ، فما رؤيت أنّه دعاني يومئذ إلاّ ليريهم. قال : ما تقولون في قول الله تعالى : (إذا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) (٣)؟ فقال بعضهم : أمرنا نحمد الله ونستغفره إذا نُصرنا وفُتح علينا ، وسكت بعضهم فلم يقل شيئاً ، فقال لي : أكذاك تقول يابن عباس؟ فقلت : لا ، قال : فما تقول؟ قلت : هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلَمه الله له قال : (إذا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) ، وذلك علامة أجلك ، (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً) (٤) ، فقال عمر : ما أعلم منها إلاّ ما تقول » (٥).
٤ ـ أخرج عبد الرزاق في « المصنف » بسنده : « أنّ ابن عباس ، قال : إنّي لصاحب المرأة التي أتي بها عمر ، وضعت لستة أشهر ، فأنكر الناس ذلك ،
____________
(١) الحج / ٧٨.
(٢) تفسير الطبري ٢٢ / ٤ ط مصر الأولى.
(٣) النصر / ١.
(٤) النصر / ٣.
(٥) صحيح البخاري ، كتاب التفسير ٧ / ١٧٩ ط بولاق.