يدين المرأتين اللتين تظاهرتا على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، فهو يتحين الوقت المناسب.
فلنقرأ الحديث كما أخرجه البخاري في صحيحه : « سورة المتحرم » (١) ، هكذا سمّاها البخاري خلافاً لما في القرآن الكريم من أسمها سورة « التحريم »! ومهما يكن رأي البخاري في ذلك فلسنا بصدد مناقشته فهو له رأيه ونحن لنا روايته ، فقد ذكر حديث ابن عباس مع عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. ذكره ثلاث مرات متتابعات جميعها تنتهي روايتها إلى عبيد بن حنين عن ابن عباس ، وبينها من التفاوت ما لا يخفى.
فقد جاء في الرواية الأولى : عن عبيد بن حنين ، أنّه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يحدّث أنّه قال : « مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له حتى خرج حاجاً فخرجت معه ، فلمّا رجعت وكنّا ببعض الطريق عَدَل إلى الأراك لحاجة له. قال : فوقفتُ له حتى فرغ ثم سرت معه فقلت : يا أميرالمؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبيّ صلى الله عليه وسلم من أزواجه؟ فقال : تلك حفصة وعائشة ، قال : فقلت : والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة فما أستطيع هيبة لك. قال : فلا تفعل ، ما ظننت أنّ عندي من علم فاسألني ، فإن كان لي علم خبّرتك به.
قال : ثم قال عمر ... » ، وذكر بقية الحديث بطوله. وفيه ذكر اعتزال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لنسائه وطلاق حفصة ووو (٢).
____________
(١) صحيح البخاري ، كتاب التفسير ٦ / ١٥٦ط بولاق.
(٢) نفس المصدر ٦ / (١٥٦) ـ ١٥٨.