ولا يعنينا أمره بقدر ما يغنينا مناقشته في الهيبة المزعومة.
فأين غابت حين سأله عمر عن قوله تعالى؟ وهو أيضاً فيما يتعلق بأزواج النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عامّة.
ولنقرأ ما ذكره السيوطي في « الدر المنثور » ، قال : « وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه : عن ابن عباس رضي الله عنهما : أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأله فقال : أرأيت قول الله تعالى لأزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم : (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) (١) هل كانت الجاهلية غير واحدة؟
فقال ابن عباس رضي الله عنهما : ما سمعت بأولى إلاّ ولها آخرة.
فقال له عمر رضي الله عنه : فأنبئني من كتاب الله ما يصدق ذلك؟
قال : إنّ الله يقول : (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ) (٢) ، كما جاهدتم أوّل مرّة (٣).
فقال عمر رضي الله عنه : من أمرنا أن نجاهد؟
قال : بني مخزوم وعبد شمس » (٤).
____________
(١) الأحزاب / ٣٣.
(٢) الحج / ٧٨.
(٣) مابين القوسين هو جزء من آية / ٧٨ سورة الحج والذي هو خارج عن القوس مما زعموا أنه أسقط فيما أسقط من القرآن. (؟! ) وما أدري كيف قال ذلك ابن عباس؟ وكيف قبل ذلك منه عمر؟ وللحديث عن هذا الجانب فيه عجائب وغرائب ولست بصدده ، وإنما أردت تنبيه من يرامي بيوت الناس بالأحجار وبيته أوهي من بيت العنكبوت. فيرمي شطر هذه الأمة بتهمة التحريف ، وعن خليفته وصحابته في مصادره ما يصح معه قلب الدعوى عليه.
(٤) الدر المنثور ٥ / ١٩٧.