وهذا ما أخرجه أيضاً المتقي الهندي في « كنز العمال » وزاد في أوّل مصادره « أبو عبيد في فضائله وابن جرير ... » (١).
فهذا الحديث ـ على ما فيه من ملاحظة الزيادة في آخره ممّا ليس هو من القرآن المتلوّ ـ أبان لنا أنّ عمر هو الذي كان يأخذ من ابن عباس ، لا العكس ، وأنّه ما هابه حين ذكر له بني مخزوم وعبد شمس ، وهو يعرف مسبقاً رأي عمر فيهم حين أكرمهم فألغى عنهم سمة العار « المؤلفة قلوبهم » ثم كرّمهم بما رواه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما أخرجه عنه البيهقي في سننه ، قال : « عن خالد بن أبي عمران قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو على مضر « يعني قريش » إذ جاءه جبرئيل فأومأ إليه أن أسكت فسكت ، فقال : يا محمد إنّ الله لم يبعثك سبّاباً ولا لعّاناً ، وإنّما بعثك رحمة ولم يبعثك عذاباً ، ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فانهم ظالمون (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) (٢) ، ثم علّمه القنوت ـ وذكره البيهقي وهو دعاء عرف بسورتي الحفد ـ » ، ثم قال البيهقي : « هذا مرسل وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيحاً موصولاً » (٣).
وبهذا رفع السبّ عنهم فلا يجوز لأحد أن يلعن أحداً منهم. فكيف
____________
(١) كنز العمال ٢ / ٣٠٥.
(٢) آل عمران / ١٢٨.
(٣) سنن البيهقي ٢ / ٢١٠.