وحسبه فخراً أنّه تلميذ من كان يقول : « لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً من تفسير فاتحة الكتاب » (١).
وكان على صغر سنه أيام حظوته بصحبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يرى المنافقين الذين كانوا يحضرون مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيسمعون كلامه ولا يعونه ولا يلقون له بالا تهاوناً منهم ، فإذا خرجوا قالوا لأولي العلم من الصحابة ماذا قال الساعة؟ على جهة الإستهزاء. وذلك قوله تعالى : (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ) (٢).
فكان ابن عباس أحد الذين أوتوا العلم وقد سمّي فيمن سئل (٣).
فبعد هذه الجولة بين مختلف المصادر أحسب أنّه تبيّن للقارئ زيف مزاعم الدارس البغدادي. ولا غضاضة عليه فذاك مبلغ علمه ، وهو بعد في بداية تخصصه ، ويبقى له فضل جهده الذي بذله في أطروحته « تفسير ابن عباس دراسة وتحليل » وهو جهد بالغ استحق عليه منحه القبول لنيل درجة الماجستير في الدين. وفق الله الدارسين لخدمة العلم والدين.
____________
(١) الإتقان للسيوطي ٢ / ١٨٦ النوع ٢٨ فيما يرجع إلى تفسير القرآن ، احياء علوم الدين للغزالي ( فصل القرآن الباب الرابع ) ، علم القلوب لأبي طالب المكي / ٧٢ ، المحجة البيضاء للفيض الكاشاني ١ / ٢٥١ في التفسير بالرأي.
(٢) محمد / ١٦.
(٣) الكشاف للزمخشري ٣ / ١٣٠.