بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي ضمّ النشر بجمع الشتات ، وأرسل خير البشر بالبيّنات ، وختمهم بمحمّد عليهم وعلى آلهم أفضل الصلوات.
أمّا بعد ، فإنّي لمّا وقفت على الحديثين المشهورين عن أهل بيت النبوّة أعظم البيوتات.
أحدهما : عن الإمام الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليه وعلى آبائه وأبنائه أكمل التحيّات : « للصلاة أربعة آلاف حدّ » (١).
والثاني : عن الإمام الرضا أبي الحسن عليّ بن موسى عليهما الصلوات المباركات :
« الصلاة لها أربعة آلاف باب » (٢).
ووفّق الله سبحانه لإملاء الرسالة الألفيّة في الواجبات ، ألحقت بها بيان المستحبّات تيمّنا بالعدد تقريبا وإن كان المعدود لم يقع في الخلد تحقيقا ، فتمّت الأربعة من نفس المقارنات ، وأضفت إليها سائر المتعلّقات. والله حسبي في جميع الحالات. وهي مرتّبة ترتيب القادمة على مقدّمة ، وفصول ثلاثة ، وخاتمة.
أمّا المقدّمة
فالصلاة المندوبة : أفعال غير محتومة ، تحريمها التكبير ، وتحليلها التسليم تقرّبا إلى الله
__________________
(١) الكافي ٣ : ٢٧٢ / ٦ باب فرض الصلاة ؛ الفقيه ١ : ١٢٤ / ٥٩٩ ؛ التهذيب ٢ : ٢٤٢.
(٢) الكافي ٣ : ٢٧٢ / ٦ باب فرض الصلاة ؛ الفقيه ١ : ١٢٤ / ٥٩٨ ؛ التهذيب ٢ : ٢٤٢ / ٩٥٧.