حركة وهي الحصول في حيّز بعد أن كانت في آخر ، وانتقال من مكان إلى آخر ، والسكون وهو اللبث في مكان أزيد من آن ، وهما محدثان ؛ لاستدعاء مفهومهما السبق بالغير ، والقديم لا يتصوّر أن يكون متبوعا بالغير ولا يمكن الجمع بينهما ، وما لا ينفكّ من حادث حادث ضرورة.
[ المسألة ] الثانية
: الله تعالى موجود ؛ لما تقدّم في حدوث ما سواه ، وقضاء صريح العقل باحتياج الحادث إلى محدث ؛ ولأنّ العقل قاض بوجود موجود ، فإن كان ذلك الموجود واجب الوجود ، فهو المدّعى ، وإن كان ممكن الوجود ، افتقر إلى موجد ، فإن كان واجبا ، فهو المدّعى ، وإن كان ممكنا ، عاد الاحتياج ، فإن عاد إلى الأوّل ، لزمه الدور ، وإن كان إلى ثالث ، لزم التسلسل ، وسيأتي إبطالهما.
الله تعالى قديم ، أي لا يسبقه عدم ، ويلزم أن لا يلحقه عدم ؛ لأنّه لو لم يكن قديما لكان حادثا ضرورة ؛ لانحصار الموجود في القديم والحادث ، وحدوثه يؤدّي إلى الدور والتسلسل المحالين ، فيكون محالا فيثبت قدمه.
الله تعالى أبديّ ، وهو ظاهر الثبوت بعد بيان وجوب وجوده ؛ لأنّه لو لم يكن أبديّا لتطرّق إليه العدم ، وواجب الوجود لا يتطرّق إليه العدم.
الدور عبارة عن توقّف حصول الشيء على ما لا يحصل إلّا بعد حصول ذلك الشيء ؛ وبديهة العقل حاكمة ببطلانه.
والتسلسل عبارة عن تتالي أمور بينها ارتباط لا إلى غاية. ودليل بطلانه أنّ تلك الأمور قابلة للزيادة والنقصان فتكون متناهية ؛ ولأنّ ما مضى من الحوادث لو كان غير متناه لم تصل النوبة إلى الحادث اليومي ؛ لتوقّفه على انقضاء ما لا نهاية له ؛ ولأنّ تلك الجملة ممكنة قطعا ؛ لافتقارها إلى آحادها فتحتاج إلى مؤثّر خارج عنها ، والخارج عن الممكنات واجب الوجود ، فينتهي إليه.
[ المسألة ] السادسة : الله تعالى قادر مختار ، ونعني به أنّه يمكنه الفعل والقول ، لا كالموجب الذي له أحدهما.
وبرهانه : أنّه لو لم يكن قادرا لكان موجبا ؛ ضرورة انحصار التأثير في الجائز والواجب ،