بعدي فقد استمسك بالعروة الوثقى » فقام إليه أبو ذرّ فقال : يا رسول الله وكم الأئمّة بعدك؟
قال : « عدد نقباء بني إسرائيل » فقال : « كلّهم من أهل البيت ». (١)
ونحوه ما رواه عمر بن الخطاب (٢) وزيد بن ثابت ٣ وأبو هريرة ٤ وزيد بن أرقم ٥ وأسعد بن زرارة ٦ وواثلة بن الأسقع ٧ وأبو أيّوب الأنصاري ٨ وعمّار بن ياسر ٩ وغيرهم من الصحابة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم روايات تدخل في حيّز التواتر.
وأمّا رواة الإماميّة عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة عليهمالسلام فمشهورة بين الأصحاب ولا تحصى كثرة.
[ المسألة ] الثامنة والثلاثون : الإمام الحجّة ابن الحسن ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) حيّ موجود في هذا الزمان إلى انقطاع التكليف ، وعليه تقوم الساعة ويحشر الناس ؛ لما مرّ من وجوب اللطف على الله تعالى ، والنصوص الواردة بغيبته ، والنفع يحصل به كنفع الشمس تحت السحاب ، وتعرض عليه أعمال العباد في كلّ يوم خميس فيعرف وليّ الله وعدوّ الله ، والحكمة في غيبته ممّا استأثر الله تعالى بعلمها ، والذي يظهر للقوّة البشرية أنّه من كثرة عدوّه وقلّة ناصره.
وقد ذكر الأصحاب في كتبهم في الغيبة ـ كالصدوق أبي جعفر محمّد بن بابويه ١٠ ، والنعماني ١١ ، والشيخ أبي جعفر الطوسي ١٢ والسيد الشريف المرتضى ١٣ وغيرهم رضوان الله عليهم ـ ما فيه مقنع.
[ المسألة ] التاسعة والثلاثون : هذه المسائل السالفة بأجمعها نظريّة لا يجوز التقليد
__________________
(١) كفاية الأثر : ٧٣ ـ ٧٤.
(٢) و ٣. كفاية الأثر : ٩٠ ـ ٩٩.
(٣) ٤ و ٥. كفاية الأثر : ٧٩ ـ ١٠٠ و ١٠٤.
(٤) ٦ و ٧. كفاية الأثر : ١٠٥ ـ ١١١ و ١١٢.
(٥) ٨ و ٩. كفاية الأثر : ١١٣ ـ ١٢٦.
(٦) ١٠. كمال الدين : ٤٨١ و ٤٨٢ / ٧ ـ ١١.
(٧) ١١. الغيبة للنعماني : ١٦١ / ١ ـ ١١.
(٨) ١٢. الغيبة للطوسي : ٩٠.
(٩) ١٣. رسائل الشريف المرتضى ٢ : ٢٩٥.