ويستحبّ مع الترك أن يشتغل بالتسبيح والتحميد والصلاة على محمد وآله (١).
______________________________________________________
الأخيرتان المحكومتان بالإخفات في كافة الصلوات.
وبالجملة : فالركعتان ظاهرتان في الأخيرتين ، ولا أقلّ من احتمال ذلك الموجب لإجمال الصحيحة ، فتسقط عن الاستدلال.
وأمّا الثالثة فغير واضحة أيضاً ، بل من الجائز كما ربما يساعده السياق أن يكون السؤال عن وظيفة الإمام ، وأنّه هل يقرأ فيهما بالحمد والحال إنّه إمام يقتدى به. فكأنّ السائل تخيّل أنّ التصدّي للإمامة يستدعي القراءة حتّى في الأخيرتين ، فأجاب عليهالسلام بأنّه إن قرأ فلا بأس ، وإن سكت فلا بأس.
والمراد هو السكوت الإضافي ، لامتناع الحقيقي ، فكما أنّ الصمت المذكور في الصدر يحمل على الخفت مجازاً بعد تعذّر الحقيقي كما مرّ فكذا السكوت هنا يحمل على الإضافي ، لما ذكر.
وما استظهرناه إن صحّ وتمّ فهو ، وإلّا فلا أقلّ من احتماله وعدم الظهور في الخلاف ، فغايته الإجمال فلا تصلح للاستدلال.
والمتحصّل من جميع ما قدّمناه : أنّ القول بالحرمة لو لم يكن أقوى فلا ريب أنّه أحوط ، عملاً بالروايات الصحيحة المانعة السليمة عمّا يعارضها حسبما عرفت.
(١) لصحيحة بكر بن محمد الأزدي : «إنّي أكره للمرء أن يصلّي خلف الإمام صلاة لا يجهر فيها بالقراءة فيقوم كأنّه حمار ، قال قلت : جعلت فداك فيصنع ماذا؟ قال : يسبّح» (١). وقد رويت بطرق ثلاثة (٢) كلّها صحيحة ، وفي بعضها :
__________________
(١) الوسائل ٨ : ٣٦٠ / أبواب صلاة الجماعة ب ٣٢ ح ١.
(٢) الفقيه ١ : ٢٥٦ / ١١٦١ ، التهذيب ٣ : ٢٧٦ / ٨٠٦ ، قرب الإسناد : ٣٧ / ١٢٠.