وأمّا في الأُوليين من الجهرية (١) فإن سمع صوت الإمام ولو همهمة وجب عليه ترك القراءة ،
______________________________________________________
للرجل المؤمن (١) بدل قوله : للمرء.
ولا يخفى أنّ قوله : «فيصنع ماذا» يكشف عمّا ذكرناه آنفاً وقوّيناه من حرمة القراءة ومغروسيتها في ذهن السائل ، ولذا سأل عن أنّه ماذا يصنع ، وإلّا فلو كانت القراءة جائزة كانت الوظيفة الاستحبابية معلومة من غير حاجة إلى السؤال ، كما أنّ اقتصار الإمام على التسبيح في الجواب شاهد آخر عليه.
وصحيحة علي بن جعفر عن أخيه عليهالسلام قال : «سألته عن رجل يصلّي خلف إمام يقتدي به في الظهر والعصر يقرأ؟ قال : لا ، ولكن يسبّح ويحمد ربّه ويصلّي على نبيه صلىاللهعليهوآله» (٢).
وصحيحة سالم أبي خديجة عن أبي عبد الله عليهالسلام «قال : إذا كنت إمام قوم فعليك أن تقرأ في الركعتين الأوّلتين ، وعلى الذين خلفك أن يقولوا : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر» (٣). فإنّ أبا خديجة ثقة على الأصحّ ، وتضعيف الشيخ (٤) له مبنيّ على أمر غير صحيح كما نبهنا عليه في محلّه (٥). وباقي رجال السند كلّهم موثّقون. فالرواية محكومة بالصحّة كما عبّرنا نعم هي مطلقة تشمل الجهريّة كالإخفاتيّة ، ولا مانع من الأخذ بالعموم كما ستعرف.
(١) يقع الكلام تارة فيما إذا سمع قراءة الإمام ولو همهمة ، وأُخرى فيما إذا
__________________
(١) [وهو ما رواه في قرب الإسناد كما في الوسائل. لكنّ الموجود في نسخة قرب الإسناد هو : إني لأكره للمؤمن].
(٢) الوسائل ٨ : ٣٦١ / أبواب صلاة الجماعة ب ٣٢ ح ٣.
(٣) الوسائل ٨ : ٣٦٢ / أبواب صلاة الجماعة ب ٣٢ ح ٦.
(٤) الفهرست : ٧٩ : ٣٢٧.
(٥) معجم رجال الحديث ٩ : ٢٤ / ٤٩٦٦.