شريح ، فقال أبو بكر لأبي العبّاس : لو لم يكن في ترك الدنيا إلّا إسقاط الكلف وراحة القلب لكفى.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو محمّد بن حيّان ، قال : سمعت عبد الرزّاق ابني يحكي عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الكسائي المقرئ قال : كنت جالسا عند أبي بكر بن أبي عاصم وعنده قوم. فقال رجل : أيها القاضي ، بلغنا أن ثلاثة نفر كانوا بالبادية يقلبون الرمل ، فقال أحدهم : اللهم إنّك قادر على أن تطعمنا خبيصا على لون هذا الرّمل ، فإذا هم بأعرابي بيده طبق فسلّم عليهم ووضع بين أيديهم طبقا عليه خبيص حارّ. فقال ابن أبي عاصم : قد كان ذاك.
قال أبو عبد الله : وكان الثلاثة : عثمان بن صخر الزاهد أستاذ أبي تراب ، وأبو تراب ، وأحمد بن عمرو بن أبي عاصم ، وكان هو الذي دعا.
أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي البيهقي.
وأخبرنا أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد المرادي عنه أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو الطيب عبد الله بن محمّد الفقيه ، نا محمّد بن عبد الرحمن الأصبهاني قال : سمعت أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل يقول : لا أحب أن يحضر بمجلسي مبتدع ولا طعّان ولا لعّان ولا فاحش ولا بذيء ، ولا منحرف عن الشافعي ولا عن أصحاب الحديث.
أنبأنا أبو علي الحداد ، وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ قال (١) : أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد بن مسلم بن رافع بن رفيع من ذهل بن شيبان الشيباني النبيل ، أبو بكر كان فقيها ظاهري المذهب ، ولي القضاء بأصبهان ثلاث عشرة سنة بعد وفاة صالح بن أحمد.
توفي سنة سبع وثمانين ومائتين وصلى عليه ابنه الحكم بن أحمد ودفن بمقبرة دوشاباذ (٢) وكان جده من قبل أمّه أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي سمع من جده
__________________
(١) ذكر أخبار أصبهان ١ / ١٠٠ ـ ١٠١.
(٢) أخبار أصبهان ، وبالأصل «روسايار».