وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، أنا سليمان بن إبراهيم قالا : أنا أبو الحسين بن السمّاك (١) الواعظ قال : سمعت أبا عبد الله الروذباري (٢) ـ وفي حديث إسماعيل : قال : سمعت أحمد بن عطاء الروذباري (٢) ـ يقول : من (٣) خرج إلى العلم نفعه قليل العلم (٣). انتهى حديث سليمان ؛ وزاد الخطيب قال : وسمعت أبا عبد الله الرّوذباري (٢) يقول : العلم موقوف على العمل ، والعمل موقوف على الإخلاص ، والإخلاص لله يورث الفهم عن الله عزوجل.
سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول : سمعت أبي الأستاذ أبا القاسم يقول : سمعت منصورا المغربي يقول : سمعت أحمد بن عطاء الروذباري (٢) يقول : كان (٤) مني استقصاء في أمر الطهارة ، فضاق صدري ليلة من كثرة ما صببت من الماء ، ولم يسكن قلبي ، فقلت : يا رب محفوظ محفوظ (٥) ، فسمعت هاتفا يقول : العفو في العلم فزال عني ذلك.
قال : وسمعت أبا عبد الرحمن السّلمي يقول : دخل أبو عبد الله الروذباري دار بعض أصحابه ، فوجده غائبا ، وباب بيته مقفل وقال : صوفي وله باب (٦) مقفل ، اكسروا القفل ، فكسروا ، فأمر بجميع ما وجدوا في الدار والبيت ، وألقوه (٧) إلى السّوق وباعوه ، وأصلحوا وقتا من الثمن ، وقعدوا في الدّار. فدخل صاحب المنزل ولم يمكنه أن يقول شيئا ، فدخلت امرأته بعدهم الدار ، وعليها كساء ، فدخلت بيتا ورمت الكساء وقالت : يا أصحابنا هذا أيضا من جملة المتاع فبيعوها. فقال الزوج لها : لم تكلفي (٨)
__________________
(١) في تاريخ بغداد : أبو الحسين أحمد بن الحسين بن أحمد الواعظ.
(٢) بالأصل «الروزبادي» والصواب ما أثبت. عن م.
(٣) العبارة في تاريخ بغداد : من خرج إلى العلم يريد العلم لم ينفعه العلم ، ومن خرج إلى العلم يريد العمل بالعمل نفعه قليل العلم.
(٤) في مختصر ابن منظور ٣ / ١٦٨ «فيّ».
(٥) في المختصر : يا رب العفو العفو.
(٦) في المختصر : وله باب بيت مغلق.
(٧) في المختصر : وأنفذه.
(٨) في المختصر : تكلّفت.