هذا باختيارك؟ فقالت : اسكت مثل الشيخ يباسطنا ويحكم علينا ويبقى لنا شيء نؤخّره (١) عنه.
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، عن أبي الفرج سهل بن بشر الإسفرايني ، أنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الكريم الجزري بمكة ، نا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم الهمذاني (٢) قال : وسمعت أبا عبد الله أحمد بن عطاء يقول : ـ وسئل عن معنى قول النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «إن الله خلق آدم على صورته» فقال ـ إن الله جل ثناؤه خلق الخلق مرتبة بعد مرتبة ونقله من حال إلى حال كما قال تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ، ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ) إلى قوله : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ)(٣) وخلق آدم بلا انتقال (٤) من حال إلى حال ، وإنما خلق صورته كما هي ، ثم نفخ فيه من روحه ، فلأجله قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إن الله تعالى خلق آدم على صورته» [١١٥٩].
سمعت أبا المظفّر بن أبي القاسم القشيري يقول : سمعت أبي يقول سمعت حمزة بن يوسف يقول : سمعت أبا طاهر الرّقّي يقول : سمعت أحمد بن عطاء يقول : كلمني جمل (٥) في طريق مكة : رأيت الجمال (٦) والمحامل عليها وقد مدّت أعناقها في الليل ، فقلت : سبحان الله من يحمل عنها ما هي فيه؟ فالتفت إليّ جمل فقال لي : قل جلّ الله ، فقلت : جلّ لله.
قال : وسمعت محمّد بن الحسين يقول : سمعت علي بن سعيد المصيصي يقول : سمعت أحمد بن عطاء الروذباري (٧) يقول : كنت راكبا جملا ، فغاصت رجلا الجمل في الرمل فقلت : جلّ الله ، فقال الجمل : جلّ الله.
__________________
(١) في المختصر : ندخره.
(٢) في المطبوعة ٧ / ١٢ الهمداني.
(٣) سورة «المؤمنون» الآيات ١٢ ـ ١٤.
(٤) في المختصر ٣ / ١٦٩ «نقلات» وفي المطبوعة ٧ / ١٣ نقلان.
(٥) بالأصل «حمل» بالحاء المهملة ، والمثبت عن م.
(٦) بالأصل «الحمال» بالحاء المهملة ، والصواب عن م.
(٧) بالأصل «الروذبادي» وقد تقدم.