وكان قبل ذلك قد ولي غزو الصائفة فغزا بلاد الروم من طرسوس في أوّل المحرم سنة أربع وتسعين ومائتين ، فأخذ من العدو أربعة آلاف رأس سبي ، ودوابّ ، ومواشي كثيرة وأمتعة ، وصار إليه أحد البطارقة بالأمان.
وولي إمرة مصر من قبل المقتدر مستهل جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وثلاثمائة ، [ثم صرف عن مصر في ذي القعدة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة](١) ثم ولي مصر من قبل القاهر بالله في مستهل شوال سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ، وجرت بينه وبين محمّد بن تكين الخاصة حروب ، ثم خلص الأمر لأحمد بن كيغلغ إلى أن قدم محمّد بن طغج بن جفّ الإخشيد أميرا على مصر من قبل الراضي بالله سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة فسلّم إليه مصر (٢).
وكان أديبا ، ممّا بلغني من شعره :
أو ما يكن (٣) للكأس في |
|
كفك يوم الغيم (٤) لبث |
أوما تعلم أن الغيم (٤) ساق مستحثّ
ومن شعره أيضا :
بدت من خلل الحجب |
|
كمثل اللؤلؤ الرطب |
وأدمى خدّها لحظي |
|
وأدمى لحظها قلبي (٥) |
من شعره أيضا :
وا عطشي إلي فم |
|
يمج خمرا من برد |
إن قسم الناس فحسبي |
|
بك من كلّ أحد (٦) |
ومات أخوه إبراهيم بن كيغلغ مستهل ذي القعدة سنة ثمان وثلاثمائة.
__________________
(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.
(٢) انظر ولاة مصر للكندي من صفحة ٢٩٧ إلى ٣٠٤ عند ما كفّ أحمد بن كيغلغ عن القتال وسلم إلى محمد طغج.
(٣) في الوافي : «لا يكن» ومثله في المختصر.
(٤) في الوافي : «الغيث» ومثله في المختصر.
(٥) البيتان في المختصر.
(٦) البيتان في الوافي ٧ / ٣٠١.