الضحى ، فإذا صلّى الظهر يصلي (١) إلى العصر ، فإذا صلى العصر قام (٢) إلى قبل صلاة المغرب ، فإذا صلّى العشاء قام إلى الفجر ، وكانت هذه عادته.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الصوري ـ ونقلته من خطه ـ قال : قرأت على علي بن عبد الله (٣) الشاهد ، عن أبي محمّد الحسن بن جميع ، عن طلحة بن أبي السنّ ـ خادم جدّه ، وكان زوج ابنة أخيه ـ قال : كان الشيخ أبو بكر يقوم اللّيل فذكره ، وزاد ـ بعد قوله : فكانت هذه عادته ـ فجاءه رجل ذات يوم يزوره بعد العصر ، فغفل فتحدث معه ، وترك عادة النوم. فلما انصرف سألته عنه فقال : هذا عريف الأبدال ، يزورني في السنة مرة ، يعني فلم أزل أرصد إلى مثل ذلك الوقت حتى جاء الرّجل ، فوقفت حتى فرغ من حديثه ثم سأله الشيخ : أين تريد؟ فقال : أزور أبا محمّد الضرير في مغار ـ عند مجد (٤) العنز ـ قال طلحة : فسألته أن يأخذني معه فقال : بسم الله ، فمضيت معه فخرجنا حتى صرنا عند قناطر الماء ، فأذّن المؤذّن عشاء المغرب ، قال ثم أخذ بيدي وقال : قل : بسم الله ، قال : فمشينا دون العشر خطا ، فإذا نحن عند المغار مسيرة إلى بعد الظهر ، قال : فسلمنا على الشيخ وصلينا عنده ، وتحدث عنده (٥) ، فلما ذهب نحو ثلث اللّيل قال لي : تحب تجلس هاهنا أو ترجع إلى بيتك؟ فقلت : أرجع ، فأخذ بيدي وسمى ببسم الله ، ومشينا نحو العشر خطا فإذا نحن على باب صيدا ، فتكلم بشيء فانفتح الباب ، ودخلت ، ثم عاد الباب.
حدّثني أبو طاهر إبراهيم بن الحسن الفقيه ، أنا أبو الحسن الموازيني ـ وهو لي منه إجازة ـ قال : كتب إليّ السّكن بن محمّد ، عن طلحة بن أبي السنّ : أن أبا الفتح بن الشيخ حبسه في القلعة وأن زوجة طلحة اشتكت إلى عمّها أبي بكر أحمد بن جميع حاله ، فقال لها : نعم ، العصر يكون عندك إن شاء الله ، فقالت له : أنت لم تسأل في بابه ؛ كيف يخلونه؟ فقال : اسكتي ، فانصرفت. قال طلحة : فكنت جالسا في القلعة إذ
__________________
(١) في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣١٩ يركع.
(٢) كذا بالأصل والمختصر ، والعبارة في المطبوعة ٧ / ١٥٩ : نام إلى قبيل صلاة المغرب.
(٣) في م : عبد الملك.
(٤) كذا ، وفي المطبوعة «مجد الغمر» ولم نوفق إليه.
(٥) المختصر : معه.