عنه. قال : وهو أشدّه عليّ ، ويتمثل لي الملك أحيانا رجلا ، فيكلّمني (١) فيعلمني ما نقول» [١٢٤٣].
قال لنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن زريق ، قال لنا أبو بكر الخطيب (٢) : أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب أبو بكر الخوارزمي ، المعروف بالبرقاني. سمع ببلده من أبي العباس بن حمدان النيسابوري ، ومحمّد بن علي الحسّاني (٣) ، وأحمد بن إبراهيم بن حباب الخوارزميين. ثم ورد بغداذ فسمع من محمّد بن جعفر بن الهيثم البندار ، وأبي علي بن الصوّاف ، وأبي بحر بن كوثر البربهاري ، وأبي بكر بن مالك القطيعي ، وأبي محمّد بن ماسي ، وأحمد بن جعفر بن سلم ، ومن بعدهم. ثم خرج إلى جرجان فسمع من أبي بكر الإسماعيلي ونحوه ، وكتب بأسفرايين عن بشر بن أحمد وعدة سواه ، وكتب بنيسابور عن أبي عمرو بن حمدان ، وأبي أحمد الحافظ ، وجماعة غيرهما. وكتب بهراة عن أبي الفضل بن خميرويه ، وأبي حاتم محمّد بن يعقوب ، وأبي منصور الأزهري. وكتب بمرو عن عبد الله بن عمر بن عليّك (٤) ، وعبد الله بن أحمد بن الصّديق ، وأبي صخر محمّد بن مالك السّعدي. وسمع في بلاد أخر (٥) من خلق يطول ذكرهم ، ثم عاد إلى بغداذ فاستوطنها وحدّث بها فكتبنا عنه ، وكان ثقة ورعا متقنا متثبتا فهما ، لم نر (٦) في شيوخنا أثبت منه حافظا للقرآن ، عارفا بالفقه ، له حظ من علم العربية ، كثير الحديث ، حسن الفهم له ، والبصيرة فيه ، وصنّف مسندا ضمّنه ما اشتمل عليه صحيح البخاري ومسلم ، وجمع حديث سفيان الثوري ، وشعبة ، وأيّوب ، وعبيد الله بن عمرو (٧) ، وعبد الملك بن عمير ، وبيان بن بشر ، ومطر الورّاق وغيرهم من الشيوخ. ولم يقطع التصنيف إلى حين وفاته ، ومات وهو يجمع حديث مسعر ، وكان حريصا على العلم منصرف الهمة إليه ، وسمعته يوما يقول لرجل من الفقهاء ـ معروف
__________________
(١) في المختصر : فيكلمني فأعي ما يقول.
(٢) تاريخ بغداد ٤ / ٣٧٣.
(٣) عن تاريخ بغداد وبالأصل «الخشابي».
(٤) عن تاريخ بغداد وبالأصل «علك».
(٥) تاريخ بغداد : أخرى.
(٦) تاريخ بغداد : «لم ير» بالبناء للمجهول.
(٧) عن تاريخ بغداد وبالأصل «عمر».