الكاتب ، أنشدني أبو الحسن بن حبش الكاتب (١) ، قال : شرب أبي دواء فكتب إليه جحظة يسأله عن حاله رقعة مكتوب فيها :
أبن لي كيف أمسيت |
|
وما كان من الحال؟ |
وكم سارت بك الناق |
|
ة نحو المنزل الخالي؟ |
قال أبو بكر : وفي غير هذه الرواية ، إن أبا بكر الصنوبري شرب بحلب دواء ، فكتب إليه صديق بهذين البيتين ، فأجابه الصنوبري :
كتبت إليك والنعلان ما إن |
|
أقلّهما من السير العنيف |
فإن رمت الجواب إليّ فاكتب |
|
على العنوان : يدفع في الكنيف |
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا الحاكم أبو عبد الله ، أنشدني أبو الفضل نصر بن محمد الطوسي ، قال : أنشدني أبو بكر الصنوبري لنفسه :
هدم الشيب ما بناه الشباب |
|
فالغواني وما غضبن غضاب |
قلب الآبنوس عاجا فللأعين |
|
منه وللقلوب انقلاب |
وضلال في الرأي أن يشنأ البازي |
|
على حسنه ويهوى الغراب |
قال : وأنشدني لنفسه :
ملأت وجهها عليّ عبوسا |
|
فاستثارت من المآقي الرسيسا |
ورأتني أسرّح العاج بالعا |
|
ج فظلّت تستحسن الآبنوسا |
ليس شيبي إذا تأمّلت شيبا |
|
إنما الشيب ما أشاب النفوسا |
أنشدنا أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن البستي ، أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد المديني ، أنشدنا الشيخ أبو عبد الرّحمن السلمي ، أنشدنا علي بن حمدان ، أنشدنا الصنوبري لنفسه :
ما الدهر إلّا الربيع المستنير إذا |
|
أتى الربيع أتاك النور والنور |
فالأرض ياقوتة والجو لؤلؤة |
|
والنبت فيروزج والماء بلّور |
__________________
(١) العبارة في مطبوعة ابن عساكر : نا الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب ، أنشدني أبو الحسن بن حسن الكاتب.