وهذان البيتان من أبيات.
أخبرنا بها أبو السعود بن المجلي ، أنا أبو علي محمد بن وشاح بن عبد الله الكاتب ، نا أبو القاسم عبد الصمد بن أحمد الخولاني المعروف بابن حبيش ، أنشدني أبو بكر الصنوبري لنفسه :
إن كان في الصيف ريحان وفاكهة |
|
فالأرض مستوقد والجوّ تنّور |
وإن يكن في الخريف النخل مخترفا (١) |
|
فالأرض محسورة والجو مأسور |
وإن يكن في الشتاء الغيث متصلا |
|
فالأرض عريانة والجوّ مقرور |
ما الدهر إلّا الربيع المستنير إذا |
|
جاء (٢) الربيع أتاك النور والنور |
فالأرض ياقوتة والجوّ لؤلؤة |
|
والنبت فيروزج والماء بلّور |
ما يعدم النبت كأسا من سحائبه |
|
فالنبت ضربان : سكران ومخمور |
فيه لنا الورد منضود مورّده |
|
بين المجالس والمنثور منثور |
ونرجس ساحر الأبصار ليس لما |
|
كانت له من عمى الأبصار مسحور |
هذا البنفسج هذا الياسمين وذا |
|
النسرين مذ قرنا (٣) فالحسن مشهور |
يظل ينثر فيه السحب لؤلؤها |
|
فالأرض ضاحكة والطير مسرور |
حيث التفتّ فقمريّ وفاختة |
|
يغنيان وشفنين (٤) وزرزور |
إذا الهزاران فيه صوّتا فهما |
|
بحسن صوتيهما عود وطنبور |
تطيب فيه الصحارى للمقيم بها |
|
كما تطيب له في غيره الدور |
من شم ريح تحيات الربيع يقل |
|
لا المسك مسك ولا الكافور كافور |
كتب إليّ أبو سعد بن أبي بكر السمعاني ، قال : أنشدني أبو القاسم الخضر بن الفضل بن محمد المؤدب (٥) ، من حفظه ، إملاء بالدسكرة ، للصنوبري :
تقول لي وكلانا عند فرقتنا |
|
ضدان أو معنا درّ وياقوت |
__________________
(١) خرف النخل يخرفه خرفا وخرافا واخترفه : صرمه واجتباه (اللسان : خرف).
(٢) تقدم برواية : «أتى».
(٣) بدون نقط بالأصل ، والمثبت عن المطبوعة ٧ / ٢١٠.
(٤) شفنين : طائر.
(٥) في مطبوعة ابن عساكر : المؤذن.