يخرج فيها من صبيحتها من اعتكافه فقال : «من كان اعتكف معي (١) ، فليعتكف العشر الأواخر ، فقد رأيت هذه الليلة ثم أنسيتها ، وقد رأيتني أسجد من صبيحتها في ماء وطين ، فالتمسوها في العشر الأواخر ، والتمسوها في كل وتر» [١١٦٥].
قال أبو سعيد : فأمطرت السّماء من تلك الليلة ، وكان المسجد على عريش فوكف فأبصرت عيناي رسول الله صلىاللهعليهوسلم انصرف علينا ، وعلى جبهته أثر الماء والطّين من صبيحة إحدى وعشرين.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور بن زريق ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٢) : كنت كثيرا أذاكر البرقاني بالأحاديث فيكتبها عني ويضمنها جموعه. ولقد حدثني أبو الفضل عيسى بن أحمد الهمذاني ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب الخوارزمي ـ في سنة عشرين وأربعمائة ـ حدثني أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفي ـ بنيسابور ـ نا محمد بن يعقوب الأصم ، نا محمّد بن إسحاق الصغاني ، أنا أبو زيد (٣) الهروي ، نا شعبة ، عن محمّد بن أبي النوار قال : سمعت رجلا من بني سليم يقال له خفاف قال : سألت ابن عمر عن صوم (ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ)(٤) قال : إذا رجعت إلى أهلك.
قال أبو بكر ـ يعني الصغاني ـ لم يرو هذا الحديث إلّا أبو زيد الهروي. ثم سمعت (٥) أبا بكر البرقاني يرويه عني بعد أن حدثنيه عيسى عنه. وكان أبو بكر قد كتبه عني في سنة تسع عشرة وأربعمائة ، وقال لي : لم أكتب هذا الحديث إلّا عنك. وكتب عني بعد ذلك شيئا كثيرا من حديث الثوري (٦) ومسعر وغيرهما مما (٧) كنت أذاكره به.
قال لنا أبو منصور بن خيرون ، وأبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد. قال لنا أبو
__________________
(١) عن المختصر ٣ / ١٧٣ وبالأصل «يعني».
(٢) تاريخ بغداد ٤ / ٣٧٤ ترجمة أبي بكر الخوارزمي المعروف بالبرقاني.
(٣) في تاريخ بغداد : «أبو يزيد» تحريف ، وسيأتي فيها صوابا بعد أسطر.
(٤) سورة البقرة ، الآية : ١٩٦ وفيها : ثلاثة أيام.
(٥) في تاريخ بغداد ٤ / ٣٧٤ : «سمعت أنا».
(٦) في تاريخ بغداد : «التوزي» خطأ.
(٧) عن تاريخ بغداد ، وبالأصل «ما».