إلى نخلة وهو يقول : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ... أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ)(١) قال : فقلت : ما فعل عبد الوهّاب الورّاق؟ قال : تركته في بحر من نور يزار به إلى الملك الغفور قال : فقلت : ما فعل بشر؟ فقال لي : بخ بخ ومن مثل بشر؟ تركته بين يدي الجليل وبين يديه مائدة من الطعام ، والجليل مقبل عليه وهو يقول : كل يا من لم يأكل ، واشرب يا من لم يشرب ، وانعم يا من لا (٢) ينعم ، أو كما قال.
وقد سقت هذه الرؤيا من وجه آخر عن محمد بن خزيمة في ترجمة بشر بن الحارث الحافي رحمهالله.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا محمّد بن أحمد بن رزق ، نا سلامة بن سليمان الباجدّائي (٣) ، نا محمّد بن أبي شيخ ، نا علي بن الحسن التميمي ، نا بندار قال : قلت لعبد الرّحمن بن مهدي : صف لي الثوري ، قال : فوصفه لي ، فسألت الله أن يرينيه لي في منامي ، فلما أن مات عبد الرّحمن رأيته في منامي ، في الصّورة التي وصفها لي عبد الرّحمن ، فقلت له : ما فعل الله عزوجل بك؟ قال : غفر لي. قال : فإذا في كمه شيء فقلت : إيش في كمك؟ قال : اعلم أنه قدم بروح أحمد بن حنبل فأمر الله جبريل عليهالسلام أن ينثر عليها الدرّ والجوهر والزبرجد ، وهذا نصيبي منه.
قال الخطيب : يشبه أن يكون هذا المنام رآه بندار عند موت أحمد بن حنبل ، والله أعلم.
أنبأنا أبو علي ، نا أبو نعيم الحافظ (٤) ، نا ظفر بن أحمد ، نا عبد الله بن إبراهيم الحريري ، قال أبو جعفر محمد بن صالح ـ يعني ابن ذريح ـ قال بلال الخوّاص : رأيت الخضر في النوم ، فقلت له : ما تقول في بشر؟ قال : لم يخلّف بعده مثله ، قلت : فما تقول في أحمد بن حنبل؟ قال : صدّيق ، قلت : فما تقول في أبي ثور؟ قال : رجل طالب حقّ. قال : فأنا بأيّ وسيلة رأيتك؟ قال : ببرّك أمك.
__________________
(١) راجع سورة الزمر ، الآية : ٧٤.
(٢) كذا وفي المختصر : «لم» وفيه : «لم تأكل ... لم تشرب ... لم تنعم» بناء المخاطبة في اللفظات الثلاث.
(٣) ضبطت عن الأنساب ، هذه النسبة إلى باجدّا ، قرية من نواحي بغداد.
(٤) حلية الأولياء ٩ / ١٨٧.