أنا أبو بكر البرقاني ، قال : قال لي أبو الفتح محمّد بن أبي الفوارس : كان أحمد بن محمّد بن رميح النّسوي [ثقة في الحديث.
أخبرنا الحسين بن محمّد أخو الخلال عن أبي سعيد الإدريسي قال : أحمد بن محمّد بن رميح النسوي](١) لم أرزق السّماع منه ذكر لي أصحابنا حفظه وتيقّظه ومعرفته بالحديث (٢).
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : أحمد بن محمّد بن رميح بن وكيع النخعي ، أبو سعيد الحافظ الثقة المأمون ، وهو أبو سعيد النسوي ، ولادته بالشرمقان (٣) ، ومنشؤه بمرو ، ومستقره كان باليمن عند السادة الصعدية (٤) ، ولذلك يقال له الزيدي. ثم انتقل منها إلى العراق وانصرف إلى خراسان ، فأقام بنيسابور ثلاث سنين ، ثم انتقل إلى العراق ثانيا وقبله الناس وأكثروا السّماع منه ، ثم استدعي إلى صعدة ، فأدركته المنية في البادية فتوفي بالجحفة (٥) سنة سبع وخمسين وثلاثمائة (٦). سمع بنيسابور ، وبمرو ، وبما وراء النهر ، وببلخ ، وبهراة ، وبالري ، وببغداذ ، وبالبصرة ، وبالأهواز ، وبالكوفة ، وبمكة ، وبمصر ، وبالشام ، وبالجزيرة. وصنّف وجمع (٧) وذاكر. سألت أبا سعيد المقام بنيسابور فقال : على من أقيم؟ فو الله لو قدرت لم أفارق سدتك ، ثم قال : ما الناس بخراسان اليوم إلّا كما أنشدني بعض مشايخنا :
كفى حزنا أنّ المروءة عطّلت |
|
وأنّ ذوي الألباب في الناس ضيّع |
وأنّ ملوكا ليس يحظى لديهم |
|
من الناس إلّا من يغنّي ويصفع |
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم الجرجاني ، أنا أبو القاسم
__________________
(١) ما بين معكوفين سقط من الأصل ، واستدرك عن تاريخ بغداد.
(٢) الخبر في تاريخ بغداد ٥ / ٨.
(٣) انظر معجم البلدان ، تقدمت قريبا.
(٤) هذه النسبة إلى صعدة وهي من بلاد اليمن (الأنساب).
(٥) الجحفة بالضم ثم السكون كانت قرية كبيرة ذات منبر على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل (معجم البلدان).
(٦) بعدها في مختصر ابن منظور : قيل في صفر منها.
(٧) عن مختصر ابن منظور وبالأصل «وجامع».