أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن أبي العلاء وغيره قالوا : أنا أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف بن سعيد الباجي (١) ، أنا أبي أبو الوليد قال : أبو بكر الخطيب رجل حافظ متقن.
أنشدنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني (٢) سنة سبع وخمسمائة ، أنشدنا الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي لنفسه في جمادى الأولى (٣) سنة إحدى وخمسين وأربعمائة :
لا تغبطن أخا الدنيا لزخرفها |
|
ولا للذة وقت عجّلت فرحا |
فالدهر أسرع شيء في تقلّبه |
|
وفعله بيّن للخلق قد وضحا |
كم شارب عسلا فيه منيته |
|
وكم تقلّد سيفا من به ذبحا (٤) |
أنشدني أخي أبو الحسين هبة الله بن الحسن الحافظ للرئيس أبي الخطاب بن الجراح في الخطيب :
فاق الخطيب الورى صدقا ومعرفة |
|
وأعجز الناس في تصنيفه الكتبا |
حمى الشريعة من غاو يدنّسها |
|
بوضعه ، ونفى التدليس والكذبا |
جلا محاسن بغداذ فأودعها |
|
تاريخه مخلصا لله محتسبا |
وقال في الناس بالقسطاس منزويا |
|
عن الهوى وأزال الشكّ والرّيبا |
سقى ثراك ، أبا بكر على ظمأ |
|
جون (٥) ركام يسحّ الواكف السربا |
ونلت فوزا ورضوانا ومغفرة |
|
إذا تحقق وعد الله واقتربا |
يا أحمد بن عليّ طبت مضطجعا |
|
وباء شانيك (٦) بالأوزار محتقبا |
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي الخطيب قال : قال لي أبو القاسم مكي بن
__________________
(١) هذه النسبة إلى باجة بلدة من بلاد الأندلس (الأنساب). وفيه ترجم لوالده أبي الوليد سليمان بن خلف بن سعد الباجي.
(٢) بالأصل «الحسني» والصواب ما أثبت عن م انظر سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٥٨.
(٣) في المختصر : جمادى الآخرة.
(٤) الأبيات في المختصر وتهذيب ابن عساكر.
(٥) جون من أسماء الأضداد يطلق على الأسود والأبيض ، والمراد هنا السحاب الأسود.
(٦) أي مبغضك.