العباس الفضل بن الفضل الكندي الهمذاني.
روى عنه : ابنه أبو القاسم نصر بن أحمد ، وتمام بن محمّد ، وعلي الحنّائي. وولي أيلة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنا تمام بن محمّد الرازي ، حدّثني أبو نصر أحمد بن أبي دلف العجلي ـ من أهل الأدب والمعرفة ـ نا أبو الحسن علّان بن أحمد الكرخي ـ بهمذان ـ نا علي بن محمّد بن شبيب ، نا محمّد بن الحسن بن عمر الحلواني ، نا أحمد بن عبد الله القزويني ، عن الفضل بن الرّبيع قال :
حججت مع هارون الرشيد أمير المؤمنين فمررنا بالكوفة في طاق المحامل ، فإذا ببهلول المجنون قاعد يهذي ، فقلت له : اسكن فقد أقبل أمير المؤمنين ، فسكت ، فلما جاء الهودج قال : يا أمير المؤمنين ؛ حدّثني أيمن بن نابل (١) ، نا قدامة بن عبد الله العامري ، قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم بمنى على جمل وتحته رحل رث ، فلم يكن ثمّ طرد ولا ضرب ولا إليك إليك. فقلت : يا أمير المؤمنين إنه بهلول المجنون. قال : قد عرفته وبلغني كلامه ، قل يا بهلول فقال : يا أمير المؤمنين هب أنك ملكت العباد طرا ، ودان لك العباد فكان ما ذا؟ أليس مصيرك إلى قبر يحثو ترابك هذا وهذا؟ فقال : أجدت يا بهلول أفغيره؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، من رزقه الله جمالا ومالا فعفّ في جماله ، وواسى في ماله كتب في ديوان الأبرار. قال : فظن أنه يريد شيئا ، قال : فإنا قد أمرنا أن نقضي دينك قال : لا تفعل يا أمير المؤمنين لا تقض دينا بدين ، اردد الحقّ إلى أهله ، واقض دين نفسك من نفسك ، فإن نفسك (٢) هذه نفس واحدة ، وإن هلكت والله ما انجبرت (٣) عليها. قال : فإنا قد أمرنا أن نجري عليك قال : لا تفعل يا أمير المؤمنين ، لا يعطيك وينساني ، أجرى عليّ الذي أجرى عليك ، لا حاجة لي في إجرائك ومضى.
هكذا قال ؛ والصواب :
__________________
(١) في المختصر : نائل.
(٢) عن مختصر ابن منظور وبالأصل «نفس».
(٣) كذا بالأصل والمختصر.