من أنفسهم. وكانت وفاته سنة اثنتين وتسعين ومائتين ، وكان قد بلغ التسعين سنة أو دونها.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) : أحمد بن علي بن سعيد ، أبو بكر أصله من مرو. وذكر لي من أثق به من العلماء أنه بغدادي ، ولي قضاء حمص ونزلها ، وحدّث بها عن علي بن المديني ، وأحمد بن حنبل ، وأبي الرّبيع الزهراني ، ومحمد بن أبي بكر المقدّمي ، وصالح بن مالك الخوارزمي ، وإبراهيم بن محمّد بن عرعرة ، وعبد الجبار بن عاصم ، والحكم بن موسى ، وأبي خيثمة زهير بن حرب (٢). روى عنه أبو عبد الرحمن النسائي ، ومحمد بن بركة المعروف ببرداعس (٣) الحافظ ، ومحمّد بن أحمد بن محمويه العسكري ، وأبو القاسم الطبراني وغيرهم ؛ وذكر النسائي أنه ثقة وكان يقول في روايته عنه : حدّثنا أبو بكر بن علي.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد التميمي ، أنا أبو الحسن مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : وفيها توفي أحمد بن علي بن سعيد القاضي ـ يعني سنة اثنتين وتسعين ومائتين ـ.
وذكر أبو أحمد (٤) عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن الناصح : أن أحمد بن علي مات بدمشق يوم الأربعاء ، ودفن يوم الخميس بعد العصر لخمس عشرة ليلة خلت من ذي (٥) الحجّة سنة اثنتين وتسعين ومائتين ، وصلينا عليه في مصلى العيد ، والذي صلى عليه أبو حفص عمر بن الحسن ، وهو يومئذ القاضي بدمشق ، وكبّر عليه خمسا ، فسألنا القاضي عن تكبيره خمسا فقال : له فضل (٦) العلم ، وذكر أنه بلغ تسعين سنة أو دونها.
__________________
(١) انظر تاريخ بغداد ٤ / ٣٠٤ ـ ٣٠٥.
(٢) عن تاريخ بغداد وبالأصل «جويبر».
(٣) بالأصل : «برداغش» وقد مرّ.
(٤) وبالأصل وم : «أبو محمد» والصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء ١٦ / ٢٨٢.
(٥) في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٢٨ عن أبي أحمد بن الناصح : توفي في نصف ذي الحجة.
(٦) في المختصر : فقال : لفضل العلم.