صرف العلم المؤنث
الأصل في الأعلام المؤنثة هو المنع من الصرف سواء كانت التأنيث باللفظ والمعنى كفاطمة ، أو باللفظ فقط كحمزة أو بالمعنى فقط كسعاد. وفي هذه الحالات الثلاث يكون المنع واجبا وذلك إذا كان العلم أكثر من ثلاثة أحرف أو ثلاثيّا متحرك الوسط كسحر ، أما إذا سكن وسطه فيجوز فيه المنع والصرف كهند. وهذا إذا لم يكن هناك ضرورة شعرية ، فإنه في هذه الحالة يجوز الصرف كما سنلاحظ فيما وقفت عليه من شواهد شعرية.
فمثلا كلمة «هند» وهي علم لمؤنث ثلاثي ساكن الوسط سنرى من خلال ما سنعرضه من أبيات شعرية أنها لم تمنع من الصرف إلا مرة واحدة وذلك في بيت شعر ورد في «شرح أشعار الشعراء الهذليين» «لأبي صخر الهذلي» بقوله :
عرفت من هند أطلالا بذي التّود |
|
قفرا وجاراتها البيض الرّخاويد (١) |
فقد منع «هند» من الصرف وهو رأي ضعيف بدليل ندرة وروده في الواقع اللغوي الممثل بالشعر العربي .. ولذلك نجدها مصروفة عند الشعراء المعروفين في الجاهلية وما بعده ، فقد صرفت ثلاث مرات عند «النابغة الذبياني» وذلك في الأبيات التالية :
يا قوم إنّ ابن هند غير تارككم |
|
فلا تكونوا لأدنى وقعة جزرا (٢) |
__________________
(١) شرح الهذليين ٢ / ٩٢٤.
(٢) ديوان النابغة الذبياني ٧٤.