٢) الأمر الثاني الذي يدل على البطلان هو «التصغير» فإنه يلزمهم أن يصغروا «أشياء» على «شويات» أو على «شئيات» وذلك لم يقله أحد إنما تصغيره «أشياء» وإنما يلزمهم ذلك في التصغير لأن كل جمع ليس من أبنية أقل العدد فحكمه في التصغير أن يرد إلى واحد ، ثم يصغر الواحد ثم يجمع مصغرا بالألف والتاء وبالواو والنون إن كان مما يعقل (١).
زكرياء :
هذه الكلمة فيها ثلاث لغات فهي إما بالمد ، أو بالقصر معربا غير منون أو بالقصر مع التنوين. أما أنها غير منونة فلأنها ممنوعة من الصرف لوجود ألف التأنيث فيها سواء كانت ممدودة أو مقصورة وقال بعضهم إنها لم تصرف لأنها أعجمي «وما كانت فيه ألف التأنيث فهو سواء في العربية والعجمية ؛ لأن ما كان أعجميّا فهو ينصرف في النكرة ، ولا يجوز أن تصرف الأسماء التي فيها ألف التأنيث في معرفة ولا نكرة ؛ لأن فيها علامة التأنيث ، وأنها مصوغة مع الاسم صيغة واحدة فقد فارقت هاء التأنيث فلذلك لم تصرف في النكرة» (٢).
فزكريا ممنوعة لوجود ألف التأنيث بالمد أو بالقصر ، وقد عدّها سيبويه ضمن هذه الأسماء (٣) ولذا هي ممنوعة في التعريف والتنكير ولو كان السبب في منعها العلمية والعجمة لانصرفت عند التنكير (٤).
__________________
(١) مشكل إعراب القرآن ١ / ٢٤٢ ، وانظر الإنصاف ١ / ٢٤٧.
(٢) معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٠٥ ـ ٤٠٦.
(٣) انظر البيان في إعراب غريب القرآن ١ / ٢٠١.
(٤) انظر سيبويه ٢ / ٩.