الأعجمي الثلاثي
هناك أعلام أعجمية الأصل وثلاثية وذلك نحو «شتر ولمك» وهما متحركا الوسط ، ونحو «نوح ولوط وهود» وهي ساكنة الوسط. فما موقف العلماء من هذين النوعين من الأعلام الأعجمية؟ أهي أعلام ممنوعة من الصرف؟ أم مصروفة؟ أم يمنعون نوعا ويصرفون آخر؟.
وللإجابة على مثل هذه الأسئلة نقول : إن الرأي الغالب عند النحاة هو صرف الأعجمي الثلاثي مطلقا سواء تحرك وسطه أم سكن ولا يلتفتون إلى حركة الوسط ولا يقارنونها بحركة المؤنث الثلاثي التي قلنا عنها إنها تقوم مقام الحرف الرابع كما في س «قر وقدم» اسمي امرأة ، ولكن الأمر مختلف في الأعجمي الثلاثي ولا ينظر إليه هذه النظرة ، لأن الأعجمية علة ضعيفة وتضعف أكثر إذا قلّ عدد حروف الأعجمي ، لأنها ليست من أصل اللغة بل واردة من لغة أخرى بخلاف المؤنث فهي علة قوية كما يقولون.
يقول سيبويه : «وأما هود ونوح ولوط فتنصرف على كل حال» (١) فقد أشار إلى ساكن الوسط دون متحركه ولكن يفهم أن مذهبه هو صرف النوعين كما أشار بذلك الرضي في شرح الكافية قال : «وعند سيبويه وأكثر النحاة تحرك الأوسط لا تأثير له في العجمة فنحو «لمك» عندهم منصرف متحتما ، «كنوح ولوط» فهم يعتبرون الشرطين المعينين كون الأعجمي علما في أول استعمال العرب له والزيادة على الثلاثة وهو
__________________
(١) سيبويه ٢ / ١٩.