مقرب إلى النفس مضاف إليها ، وترك التنوين يشعر بهذا المعنى. ألا ترى كيف خصوه بالكسرة التي هي أخت الياء كأن المتكلم يريد إضافتها إلى نفسه» (١) ولعل في هذا الكلام نوعا من الذوق واتباعا للناحية الجمالية في الأسلوب وهذا معنى جميل خاصة إذا علمنا أن من صور الإضافة إلى ياء المتكلم حذف الياء مع بقاء الكسرة قبلها للدلالة عليها (٢) فبدلا من أن نقول : قلمي ، كتابي نقول : قلم ـ وكتاب ، مكتفين بالكسرة ، وهي صورة قريبة من : حذام ورقاش.
ثانيا : تسمية المذكر بصيغة «فعال» المؤنثة :
ورد عن النحاة أننا لو سمينا مذكرا بأحد هذه الأسماء المؤنثة نحو : حذام ، رقاش ، قطام ، فأنه لا ينصرف قال سيبويه : «وأنهم لا يصرفون رجلا سموه رقاش وحذام ، ويجعلونه بمنزلة رجل سموه بعناق ، واعلم أن جميع ما ذكرنا في هذا الباب من فعال ما كان منه بالراء وغير ذلك إذا كان شيء منه اسما لمذكر لم ينجر أبدا ، وكان المذكر في هذا بمنزلته إذا سمي بعناق ، لأن هذا البناء لا يجيء معدولا عن مذكر فيشبّه به. تقول هذا حذام ، ورأيت حذام قبل ومررت بحذام قبل ، سمعت ذلك من يوثق بعلمه» (٣).
ويقول المبرد مؤكدا هذه القاعدة : «ولو سميت شيئا من هذا أعربته ولم تصرفه ، لأنك لا تصرف المذكر إذا سميته بمؤنث على أربعة فصاعدا ، فإنما بمنزلة رجل سميته عقربا ، وعناقا. تقول هذا حذام
__________________
(١) أمالي السهيلي ٣٢.
(٢) انظر شرح ابن عقيل ٢ / ٧٢.
(٣) سيبويه ٢ / ٤١.