ستعلم أيّنا خير قديما |
|
وأعظمنا ببطن حراء نارا |
الشاهد في هذا البيت هو قوله «حراء» حيث منعه من الصرف للعلمية والتأنيث فالعملية لأنه علم جبل قرب مكة وكثيرا ما يسير الحجاج إليه ويوقدون به النيران لإطعام المساكين (١) ، والتأنيث لأنه أراد بها معنى البقعة ، ولو أراد معنى المكان لجاز وصرف تبعا لذلك.
ومن الشواهد الواردة في هذا الموضع قول الحجاج : «ورب وجه من حراء «منحن» «الشاهد فيه صرف حراء حملا على المكان ، ولو حمله على معنى البقعة ولم يصرف لجاز «والوجه» الناحية» (٢).
٤) أسماء القبائل والأحياء :
هي من الأسماء التي يجوز فيها الصرف وعدمه ، وذلك حسب التأويل الذي تريده فإن أولته بالأب صرف ، وإن أولته بالقبيلة منع من الصرف وذلك بعد حذف المضاف منها ، فإما أن يقوم مقام المضاف فيصرف إذا نظرت غلبة نظرة المذكر. كقولنا مثلا : «هذه بنو تميم» فإذا حذف «بنو» قلت هذه تميم بالتنوين والصرف. ويجوز أن تقول «هذه تميم» بمعنى القبيلة فتمنعه الصرف. يقول سيبويه «فلما حذفت المضاف وقع على المضاف إليه ما يقع على المضاف ؛ لأنه صار في مكانه فجرى مجراه فصرفت «تميما وأسدا» لأنك لم تجعل واحدا منهما اسما للقبيلة فصارا في الانصراف على حالهما قبل أن تحذف المضاف» (٣) ويتابع
__________________
(١) البيت لجرير انظر : حاشية الشنتمري على سيبويه ٢ / ٢٤ ، والمقتضب ٣ / ٣٥٩.
(٢) حاشية الشنتمري على سيبويه ٢ / ٢٤.
(٣) سيبويه ٢ / ٢٥.