كلامه في هذا الموضوع فيذكر التأويل الثاني المقصود «وإن شئت جعلت «تميما وأسدا» اسم قبيلة في الموضوعين جميعا فلم تصرفه والدليل على ذلك قول الشاعر :
نبا الخزّ عن روح وأنكر جلده |
|
وعجّت عجيجا من جذام المطارف (١) |
فالشاهد في هذا البيت هو قوله «جذام» حيث منعه من الصرف لأنه أوّله بمعنى «قبيلة» ، ويجوز صرفه كذلك حملا على معنى «الحي».
ومن الكلمات التي يجوز فيها الأمران كلمة «سدوس». قال سيبويه : «وسمعنا من العرب من يقول «للأخطل» :
فإن تبخل سدوس بدرهميها |
|
فإن الريح طيبة قبول» (٢) |
والشاهد في البيت قوله «سدوس» فلقد منعها من الصرف للعلمية والتأنيث ؛ لأنه أراد معنى القبيلة ، ويجوز فيها الصرف حملا على معنى الحي فإن قلت : «هذه سدوس» فأكثرهم يجعله اسما للقبيلة ، وإذا قلت : «هذه تميم» فأكثرهم يجعله اسما للأب. وإذا قلت : «هذه جذام» فهي كسدوس ، فإذا قلت : «من بنى سدوس» ، فالصرف ، لأنك قصدت قصد الأب» (٣).
والقاعدة هذه وردت أيضا عند المبرد في كتابه المقتضب وبنفس التأويلين السابقين عند سيبويه : «تقول : «هذه تميم» و «هذه أسد» إذا أردت هذه قبيلة «تميم» أو «جماعة تميم» فتصرف ؛ لأنك تقصد قصد
__________________
(١) البيت للنابغة الجعدي ، انظر سيبويه ٢ / ٢٥ ، والمقتضب ٣ / ٣٦٤ ، وجمل الزجاجي / ٢٣٠.
(٢) البيت للأخطل ، انظر سيبويه ٢ / ٢٦ ، جمل الزجاجي / ٢٢٩ ، ديوانه / ١٢٦.
(٣) سيبويه ٢ / ٢٦.