للغرض من ذكرها ، إذ لو حذفت الألف الأولى الزائدة لضاع الغرض من المد ، ولو حذف الألف الثانية لضاع الغرض من التأنيث ، ولا لتبس «حمراء» بحبلى ، فتختلط الألف الممدودة بالمقصورة (١).
يقول سيبويه : «والألف إذا كانت بعد ألف مثلها إذا كانت وحدها إلا أنك همزت الآخرة للتحرك ، لأنه لا ينجزم حرفان فصارت الهمزة التي هي بدل من الألف بمنزلة الألف لو لم تبدل ، وجرى عليها ما كان يجري عليها إذا كانت ثابتة» (٢).
علة المنع :
قلنا إن ألف التأنيث الممدودة تقوم مقام علتين في منع الاسم من الصرف وهنا نطرح سؤالا وهو : إذا كانت الألف للتأنيث والتاء للتأنيث فلماذا لا تعامل التاء معاملة الألف في قيامها مقام العلتين فتمنع الاسم من الصرف؟
وقد أجاب النحاة عن هذا التساؤل بأن الألف تبنى كأنها جزء من الكلمة التي هي فيها بخلاف التاء ، ولهذا كانت صورة الكلمة التي فيها ألف التأنيث يخالف مذكرها المؤنث مثل أحمر ـ حمراء ـ عطشان ـ عطشى عكس ما فيه الوصف فإنه لا تختلف صورة المذكر عن المؤنث إلا بالتاء فنقول : جميل وجميلة ، كبير وكبيرة. ولهذا السبب فإن الألف تقوم مقام العلتين وكأن العلة الواحدة قد تكررت ، ومن هنا فإن الاسم المنتهي بألف التأنيث لا ينصرف في المعرفة والنكرة بخلاف ما فيه
__________________
(١) انظر ما ينصرف ص ٣٢.
(٢) سيبويه ٢ / ١٠.