التاء. قال سيبويه : «اعلم أن كل هاء كانت في اسم للتأنيث فإن ذلك الاسم لا ينصرف في المعرفة وينصرف في النكرة. قلت : فما باله انصرف في النكرة ، وإنما هذه للتأنيث ، هلا ترك صرفه في النكرة كما ترك صرف ما فيه ألف التأنيث ، قال من قبل أن الهاء ليست عندهم في الاسم ، وإنما هي بمنزلة اسم ضمّ إلى اسم فجعلا اسما واحدا نحو حضرموت .. ويدلك على أن الهاء بهذه المنزلة أنها لم تلحق بنات الثلاثة ببنات الأربعة قط ولا الأربعة بالخمسة لأنها بمنزلة «عشر وموت وكرب» في «معد يكرب» وإنما تلحق بناء المذكر ولا يبنى عليها الاسم» (١).
ويقول المبرد : «إن الفصل بينهما أن ما كان فيه الهاء فإنما لحقته ، وبناؤه بناء المذكر ، نحو قولك : جالس ، كما تقول : جالسة ، وقائم ثم تقول : قائمة. فإنما تخرج إلى التأنيث من التذكير والأصل التذكير.
وما كانت فيه الألف فإنما هو موضوع التأنيث على غير تذكير خرج منه ، فامتنع من الصرف في الموضعين لبعده من الأصل ، ألا ترى أن «حمراء» على غير بناء «أحمر» وكذلك عطشى على غير بناء عطشان (٢).
وجاء في «شرح المفصل» قوله : «وإنما كان هذا التأنيث وحده كافيا في منع الصرف ؛ لأن الألف للتأنيث وهي تزيد على تاء التأنيث قوة لأنها يبنى معها الاسم ، وتصير كبعض حروفه ، ويتغير الاسم معها عن بنية التذكير نحو سكران وسكرى ، وأحمر وحمراء ، فبنية كل واحد من المؤنث غير بنية المذكر. وليست التاء كذلك إنما تدخل الاسم المذكر
__________________
(١) سيبويه ٢ / ١٢.
(٢) المقتضب ٣ / ٣٢٠.