تسمية المذكر باسم لجمع مؤنث
والمسألة الأخيرة في هذا الباب هي تسمية المذكر باسم لجمع مؤنث وهو الذي لا واحد له في لفظه فتأنيثه كتأنيث الواحد ، وتبعا لذلك فحكمه المنع من الصرف عن التسمية به. قال سيبويه : «وأما ما كان اسما لجمع مؤنث لم يكن له واحد ، فتأنيثه كتأنيث الواحد ، لا تصرفه اسم رجل نحو : إبل وغنم ، لأنه ليس له واحد ، يعني أنه إذا جاء اسما لجمع ليس له واحد كسر عليه فكان ذلك الاسم على أربعة أحرف لم تصرفه اسما لمذكر» (١).
فاسم الجمع الذي «ليس له واحد من لفظه فيكسر عليه فصار بمنزلة عناق وإذا كان جمعا فهو بمنزلة إبل وغنم لا واحد له من لفظه» (٢).
وجاء في الارتشاف : «ولو سميت بـ «إبل» «وغنم» رجلا ، سيبويه لا يرى صرفه لأنه لا واحد له من لفظه ، فتأنيثه كتأنيث الواحد» (٣).
والحقيقة أن هذه النقطة تحتاج إلى وقفة ، فحسب قول سيبويه أن التسمية بإبل وغنم توجب منعهما من الصرف ، لكونهما اسمي جمع لمؤنث لا واحد لهما من اللفظ. ثم قال : «فتأنيثه كتأنيث الواحد» و «إبل وغنم» ثلاثيان ، والمؤنث الثلاثي نحو «هند وقدم» ساكن الوسط ومتحركه ، إذا سمي به مذكّر ولم يكن فيه هاء التأنيث فإنه يصرف وهذا
__________________
(١) سيبويه ٢ / ٢٢٢.
(٢) المخصص ١٧ / ٦١.
(٣) الارتشاف ١ / ٩٧.