«باب تسمية المؤنث»
تقدم الكلام فيما مضى على العلم المؤنث وحكمه من الصرف وعدمه. وعلمنا أن العلم المؤنث الثلاثي المتحرك الوسط كامرأة اسمها قمر أو سمر. فإن الحكم فيه هو المنع من الصرف.
وكذلك المؤنث الرباعي فإنه يمنع من الصرف إذا سمينا به امرأة سواء كان فيه تاء التأنيث كفاطمة أو لم تكن فيه التاء نحو زينب سعاد وعلمنا كذلك أن الحركة الموجودة في الثلاثي متحرك الوسط قد قامت مقام الحرف الرابع.
أما العلم الثلاثي ساكن الوسط ففيه الوجهان الصرف وتركه ، وترك الصرف أجود كما يقول سيبويه (١) سواء كان هذا العلم مؤنثا نحو : امرأة سميتها بشمس وهو اسم مؤنث. أو كان مستعملا للتأنيث نحو : جمل ـ دعد ـ هند (٢). ويبيّن سيبويه العلّة في ذلك وقال : «وإنما كان المؤنث بهذه المنزلة ، ولم تكن كالمذكر ؛ لأن الأشياء كلها أصلها التذكير ثم تختصّ بعد فكل مؤنّث شيء والشيء يذكر ، فالتذكير أول وهو أشد تمكنّا ، كما أن النكرة هي أشد تمكنّا من المعرفة ، لأن الأشياء إنما تكون نكرة ثم تعرّف ، فالتذكير قبل ، وهو أشد تمكنّا ، فالأول أشد تمكنّا عندهم» (٣) ، ويقول المبرد معلّلا جواز الوجهين : «فأما من صرف
__________________
(١) سيبويه ٢ / ٢٢.
(٢) انظر سيبويه ٢ / ٢٢ ، والمقتضب ٣ / ٣٥٠.
(٣) سيبويه ٢ / ٢٢.