فقال : رأيت دعدا وجاءتني هند ، فيقول : خفّت هذه الأشياء ؛ لأنها على أقل الأصول ، فكان ما فيها من الخفة معادلا ثقل التأنيث.
ومن لم يصرف قال : المانع لما كثر عدته ، نحو : عقرب وعناق ، موجود فيما قلّ عدده ، كما كان ما فيه علامة تأنيث في الكثير العدد والقليلة سواء» (١) ، وجاء في شرح الكافية أن سيبويه والمبرّد والزجّاج قد أوجبوا منع العلم المؤنث ساكن الوسط فقال : «.. وذلك إذا كان ثلاثيّا ساكن الأوسط فلا يخلو إمّا أن يكون فيه عجمة أو لا فإن لم يكن فإن سميت به مذكرا سواء كان حقيقيّا أو لا كهند إذا جعلته اسم رجل أو اسم سيف مثلا فلا خوف في صرفه وإن سميت به مؤنثا حقيقيّا أو غيره فالزجّاج وسيبويه والمبرّد جزموا بامتناعه من الصرف لكونه مؤنّثا بالموضوعين اللغوي والعلمي فظهر فيه أمر التأنيث وغيرهم خيروا فيه بين الصرف وتركه لفوات الساد مسد حرف التأنيف وما يسد مسد الساد» (٢).
وقد ورد في هذا النص أن سيبويه والمبرّد والزجّاج قد جزموا بمنع صرف المؤنث الثلاثي ساكن الوسط ، ولكننا حين ننظر إلى رأي سيبويه والمبرّد فإننا نلاحظ أنهما تركا الأمر خيارا بين الصرف والمنع مع رجحان كفة المنع عند سيبويه كما رأينا في النصين السابقين (٣). إذن هما لم يجزما بالمنع ولكن الأمر عندهما بالخيار.
__________________
(١) المقتضب ٣ / ٣٥٠.
(٢) الكافية ١ / ٥٠.
(٣) ما ينصرف ٤٩.