ألف الإلحاق الممدودة :
فالأحكام السابقة متعلقة بألف الإلحاق المقصورة وعرفنا أنها تمنع الاسم فى حالة التعريف وتصرف في التنكير مما يدل على أن هذه الألف ليست كألف التأنيث التي تستقل وحدها في المنع. فألف الإلحاق لها نصيب في المنع ، إذ إنها لا تمنع الاسم من الصرف سواء في التعريف أو التنكير وذلك نحو الألف في «علباء وحرباء».
قال سيبويه : «فإن قلت : ما بال علباء وحرباء مصروفة فإن هذه الهمزة التي بعد الألف إنما هي بدل من ياء كالياء التي في درحاية وأشباهها ، فإنما جاءت هاتان الزيادتان هنا لتلحقها علباء وحرباء بسرداح وسربال» (١).
ويقول الزجاج : «فإن قال قائل : إذا سميت رجلا بـ «علباء» ما بالك تصرفه وقد أشبهت ألفه وهمزته حمراء وهمزتها ، كما أنك إذا سميت رجلا «أرطى» لم تصرفه لأن ألفه أشبهت ألف سكرى».
فالجواب في هذا : أن ألف «أرطى» ألف زيدت ألفا لم تبدل من شيء وهمزة «حمراء» بدل من ألف التأنيث ، فإنما عوملت همزة حمراء معاملة ما هي بدل منه فكذلك يجب أن تعامل همزة «علباء» معاملة ما هي بدل منه وهي بدل من ياء ، والياء لا تمنع الصرف (٢).
فسبب صرف «علباء وحرباء» أن الهمزة ليست للتأنيث وإنما هي منقلبة عن الياء والياء لا تمنع من الصرف بينما همزة «حمراء» للتأنيث كما قلنا لأنها منقلبة عن ألف التأنيث وهي تمنع. ولذلك يقول السيوطي في
__________________
(١) سيبويه ٢ / ١٠.
(٢) ما لا ينصرف ٣٣.